“انعدام المتعة – Anhedonia”. مصطلح جاي من الكلمات اليونانية “an-” اللي تعني (بدون) و”hēdonē” اللي تعني (متعة).
وتُعرّف على أنها: “القدرة المتناقصة على الشعور بالمتعة أو الاهتمام بالأنشطة اللي كانت ممتعة سابقاً”، وتعتبر عرض أساسي في العديد من الحالات النفسية، وخاصة الاكتئاب والفصام.
في اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) ممكن يكون فقدان المتعة جزء أساسي من التشخيص، ويكفي حتى عن مشاعر الحزن والاكتئاب في حال وجوده.
ويعتبر “فقدان المتعة” كعرض يستخدم في التشخيص شائع، لأن دراسة أظهرت أنه موجود في حوالي 37% من مرضى اضطراب الاكتئاب الشديد.
وأول شخص انتبه له هو أرماند ريبو، فيلسوف وعالم نفس فرنسي كبير وهذا الكلام كان في عام 1896، وقدم هذا المصطلح للمجتمع العلمي الخاص بعلم وطب النفس.
وصار واحد من سمتين أساسيتين لاضطراب الاكتئاب الشديد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وهذا يعتبر أهم مرجع لتشخيص الاضطرابات العقلية والنفسية.
وتجي أهمية شعور “انعدام المتعة” كعرض في اضطراب الاكتئاب الشديد تحديدًا لأنه أحيانًا ما يكون عند الشخص مشاعر بالحزن، فيعتقد أن ما عنده اكتئاب.
بينما ممكن يفسر “انعدام المتعة” هذا على أنه شيء طبيعي، مرتبط بالحياة وأنه عادي مع مرور الوقت، ممكن يفقد الشخص احساسه بالمتعة بالأنشطة كلها تمامًا.
وهنا تجي الخطورة لما يقرر الواحد يتجاهل هذا الشعور، بينما قد يكون بالنسبة له عرض مهم لاضطراب الاكتئاب الشديد، واللي يؤدي عدم علاجه إلى مضاعفات مختلفة.
من الناحية النفسية، ممكن يزيد من خطر الانتحار لا سمح الله، أو يسبب تأخر في التشخيص واللي يزيد من صعوبة العلاج.
أما اجتماعيًا، ممكن يقود الاكتئاب الشخص إلى العزلة وتدهور العلاقات الشخصية نتيجة غياب التفاعل العاطفي والانسحاب من الأنشطة اليومية والمهنية.
وسلوكيًا، ممكن يدفع الشخص لعادات ضارة مثل الإدمان لا سمح الله، لأنه يبحث عن بدائل للشعور بالمتعة. إضافة إلى اضطرابات في النوم أو الأكل، وإهمال للصحة العامة والنظافة الشخصية.
وفقدان المتعة أظهرت بعض الدراسات أن له أصول بيولوجية في تركيبة الدماغ، وعرضت صور لها من خلال أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية “fMRI”.
بمعنى أنه أقرب للعرض المرضي اللي يصيب الدماغ، من كونه مجرد شعور عابر يمر على الإنسان.
ونقدر بسهولة نفرق فقدان المتعة كعرض عن فقدان الشغف، المصطلح اللي نسمع به من وقت لآخر، وما يعتبر عرض نفسي مثله.
فقدان الشغف ممكن يصير نتيجة الإجهاد أو الملل أو التغير في الأولويات، ويقتصر عادة على مجال معين زي الدراسة أو العمل.
وغالبًا ما يكون مؤقت ومن الممكن أن الواحد يتجاوزه مع الوقت، عن طريق الراحة، وتحفيز النفس، والمحاولة.
عكس “فقدان المتعة” اللي ممكن يكون دلالة على مرض خطير مثل اضطراب الاكتئاب الشديد، وعشان نعرف نفهم خطورة هذا المرض، لازم نعرف أنه سبب رئيسي للإعاقة المرتبطة بالصحة على مستوى العالم.
وما ننسى العلاقة بين اضطراب الاكتئاب الشديد، والانتحار واللي يعتبر أخطر مضاعفاته.
وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُصنف الانتحار كثالث سبب رئيسي للوفاة بين الأفراد اللي تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 سنة على مستوى العالم. ويحدث سنويًا 720,000 حالة وفاة بالانتحار في جميع أنحاء العالم.
كل هذي الأشياء تورينا مدى أهمية أن الشخص ينتبه للأعراض اللي ممكن تساعده يكتشف لو عنده اكتئاب.
ومن بينها الوعي الشخصي للعلامات والأعراض الخاصة به واللي من بينها الحزن، وزي ما قلنا فقدان المتعة.
ولو حسيت بهذي الأعراض بس متردد انك مصاب ارفع جوالك اللي فقدت متعة التصفح فيه واتصل على رقم الدعم النفسي 920033360 وتكلم معهم وشاورهم إذا كنت بحاجة لمساعدة، وصدقني هم ممكن اكثر ناس راح يساعدونك وينتبهون لنقاط مهمة ما كنت تشوفها في نفسك.
وهذا سبب السالفة الطويلة جدًا، واللي نتمنى أنه ما يحتاج نلبسها شراعي، أو يكون مقعادها في بيت أهلها جميلة، زي ما قال الشاعر.
شكرًا لوقتكم جزيلًا وكثيرًا.